• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

عاملاً للخير وكاظماً للغيظ

عبدالمحسن يوسف جمال

عاملاً للخير وكاظماً للغيظ

فُجعت الكويت والعاملون في المجال الانساني والخيري بأحد أعمدة العمل الخيري حين جاء الناعي بوفاة الوجيه المحبوب الحاج كاظم عبدالحسين محمد، الذي قضى وقته في البر والتقوى وبناء جيل محب للعطاء ومخلص لتراب الوطن ومضحيا بالوقت والجهد لخدمة المستضعفين في مشارق الارض ومغاربها بما أعطاه الله من قوة ونشاط وحكمة.

عرفت عن العم بوحسين من والدي رحمه الله الذي كان يذكره دائما بالخير، وانّه من نعومة اظفاره كان في المساجد والحسينيات ومجالس الذكر وساعياً للخير اينما كان.. وعرفته عن قرب في مسجد النقي بالدسمة وتوطدت العلاقة بيننا مع اني كنت في سن ابنائه الكرام، ولكن تواضع الحاج المؤمن كان يفيض علينا بالمحبة والدعابة والتوجيه الايماني والنصيحة والحكمة.

سعى مع بعض اخوانه لانشاء حملة نموذجية للحج والعمرة، حيث كانت حملات الحج الكويتية متواضعة.. ونجح في ذلك حين اضحت حملة التوحيد الكويتية واحدة من افضل حملات الحج ثم سارت على خطاها حملات عديدة.. وواصل حثنا على العمل الجماعي والسعي للخير وبذل الجهد والعطاء مهما كان مكلفاً.

 وموقفه الوطني اثناء الغزو كان مشرفاَ حيثما كان، حيث كان في دبي كمستقر، وكان يزورنا في لندن ويشترك معنا في كلِّ المسيرات والانشطة والمحاضرات والمهرجانات، وكان دائم الابتسامة والتفاؤل بعودة الكويت.

وكان يحثنا على التجمع وانهاض الهمم واقامة الدواوين لتبادل الاخبار وتفقد المحتاجين، وكانت ديوانية دبي نشطة بهمته وحيويته.. وله نشاط خيري على مستوى الكويت بالدرجة الاولى، حيث كان يحرص على مساعدة المحتاجين من كلِّ الاصناف والجنسيات من دون تفرقة.. وله نشاطات على مستوى العالم كله سواء في البلاد العربية والاسلامية وافريقيا واوروبا وغيرها.

الحاج كاظم عبدالحسين رحمه الله كان ثقة مراجع الدين وكبار المجتهدين والعلماء والمؤمنين، ومع ذلك كان متواضعاً، لم انسَ مواقفه وهو يلاعب الصغار العابهم في المخيمات التي يقيمها اهل الكويت في موسم الربيع والعطلات، ويجلس معهم ويشاركهم افراحهم، وما زال ابنائي يتذكرون مواقفه الابوية معهم ومع غيرهم من اترابهم الصغار.

كان حريصاً على الثقافة والعلم ونشر الكتاب الثقافي، فأسس دار التوحيد للنشر والطباعة في الكويت لنشر الكتب وتوزيعها بالمجان.

يعجز القلم عن ذكر مآثر الحاج بوحسين التي يعرفها كل اهل الكويت قاطبة ومن خالطه أو تعامل معه خاصة.

رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وألهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان..

انا لله وانا اليه راجعون.

ارسال التعليق

Top